Minggu, 17 April 2011

الكافى فى أصول رواية ورش عن نافع المدنى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى علّم القرآن، خلق الإنسان، علّمه البيان، والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فهذا كتاب متواضع من أصول رواية ورش عن نافع من طريق الشاطبية للشيخ الإمام الولي الصالح أبي القاسم بن فيرّة الأندلسي. وكانت هذه الرواية من أصعبها، لأن فيها أوجها كثيرة، ولم يتمكن القارئ إتقان هذه الرواية إلا بالتفرغ والعكوف على دراستها، فمن تفرّغ وجهد فقد حصل وإلا فلا.

وهذا الكتاب- بالحقيقة- لايشتمل على جميع أوجه الأصول، ولكن- فيما أحسب- أن هذا الكتاب قد استوفى على مبادئها في رواية ورش عن نافع. وأيضا- والله – لا أحسب أن هذا الكتاب من تأليفي وجهدي فحسب، بل ألّفت ونقلت من كتب القراءات وعلومها.

والمرجو من الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، ويعفو عن الزّلات، ويتجاوز عن السّيئات، وأن ينفع به أهل القرآن وسائر المسلمين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الفقير الى رحمة الكافى

محمد فتح الرازي علوي نوافى

ترجمة الامام ورش

هو عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم، وكنيته أبو سعيد، ولقبه ورش.

ولدسنة عشر ومائة بقفطٍ بَلدِ صعيدِ مصرَ، وأصله من القيروان، ورحل إلى الإمام نافعٍ بالمدينة. فعرض عليه القرآن عدة ختمات سنة خمس وخمسين ومائة.

وكان أشقر، أزرق العينين، أبيض اللون، قصيرا، وكان إلى السّمن أقرب منه إلى النّحافة.

قيل: إن نافعا لقبه بالوَرَشان –بفتح الواو والراء، وهو طائر يشبه الحمامة– لخفة حركته. وكان على قصره يلبس ثيابا قصارا، فإذا مشى بدت رجلاه.

وكان نافع يقول: هات ياورشان، اقرأ ياورشان، أين الورشان؟ ثم خفف، فقيل: ورش.

وقيل: إن الورش شيئ يُصنع من اللبن، لقب به لبياضه.

وهذا اللقب لزمه حتى صار لايعرف إلا به، ولم يكن شيئ أحبّ إليه منه. فيقول: أستاذى سمّاني به.

انتهت إليه رياسة الإقراء بالدّيار المصرية فى زمانه لا ينازعه فيها منازع مع براعته فى العربية ومعرفته بالتجويد. وكان حسنَ الصوت جيد القراءة، لايمله سامعُه.

وتوفى ورش بمصر فى أيام المأمون سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثمانين سنة، رحمه الله رحمة واسعة.

أصول رواية ورش المصرى

باب الاستعاذة

قد اتفق العلماء على أن الاستعاذة ليست من القرآن الكريم، ولكن يستحب للقارئ أن يبدأ بها فى أول قراءته عند الجمهور.

وصيغتها المختارة هى (أَعوذُ بالله مِنَ الشيطانِ الرجيمِ)

وأما كيفية أداءها مع البسملة فى أوائل السور غير البراءة فعلى أربعة أوجه:

1. قطع الجميع، وهو قطع الاستعاذة عن البسملة عن أول السورة.

2. قطع الأول عن الثانى، وهو قطع الاستعاذة عن البسملة ووصلها بأول السورة.

3. وصل الأول بالثانى، وهو وصل الاستعاذة بالبسملة وقطعها عن أول السورة.

4. وصل الجميع، وهو وصل الاستعاذة بالبسملة بأول السورة.

باب البـسملة

للجمع بين السورتين ثلاثة أوجه، وهى:

1. الفصل بالبسملة، وله ثلاثة أوجه :

ا - قطع الجميع: أي الوقف على آخر السورة وعلى البسملة.

ب - قطع آخر السورة، ووصل البسملة بأول السورة التالية.

ج - وصل الجميع: أي وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة التالية.

2. الوصل بدون البسملة، وهو الوصل بين السورتين بغير البسملة.

3. السكْت بدون بسملة، وهو المقدم. وكيفية أداءها أنْ تسكتَ لحظة لطيفة من غير تنفس بمقدار حركتين عند آخر السورة، ثم تقرأ أول السورة التالية من غير بسملة.

باب المــد

رُوِى عنه إشباع المد المنفصل والمتصل بمقدار ست حركات، نحو ﴿يَآأَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا﴾ و ﴿جَآءَ﴾.

باب الصـلة

توصل ميم الجمع إذا وقعت قبل همزة قطع، وذلك بضم ميم الجمع موصلة بواو مدية، ويكون المد فيها من باب المد المنفصل، فتمد مدا مشبعا بمقدار ست حركات. مثل: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ﴾ تقرأ: (سواء عليْهِمُوْ أآنْذَرْتَهُم).

باب هاء الكـناية

هي هاء الضمير التي يكنى بها عن المفرد الغائب، وقد خالف ورش حفصا فى المواضع التالية، وهى في أربعة ألفاظ: ﴿أَرْجِهْ وَأَخَاهُ﴾ في الأعراف والشعراء، ﴿فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ﴾ في النمل، ﴿وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفَائِزُوْنَ﴾ في النور؛ قرأ بكسر القاف والهاء.

وأما كلمة ﴿أَنْسَانِيْه﴾ في الكهف، و﴿عَلَيْه الله﴾ في الفتح، فتكسر الهاء فيهما.

باب الهمزتين فى كلمة واحدة

هما همزتان مقترنتان في أول الكلمة ؛ أُوْلاهما همزة الاستفهام المفتوحة دائما؛ وثانيتهما همزة من بنية الكلمة فتكون مفتوحة أومضمومة أو مكسورة.

وبيانها على ما يلى:

1. إذاجتمعت الهمزتان المفتوحتان فى كلمة واحدة، فله وجهان: تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والألف، أو إبدالها ألفا مع مدها مشبعا إن أتى بعدها ساكن. مثل: ﴿أَأَنذرتهم، أأنتم، أأسلمتم، أأقررتم﴾ أما إذا أتى بعدها متحرك، فبإبدالها ألفا مع مدها طبيعيا. مثل: ﴿أألد، أأتخذ﴾.

وأما (أأمنتم، أآلهتنا) فله تسهيل الهمزة الثانية فقط مع عدم الإدخال. ويمتنع إدخال ألف الفصل فى هاتين الكلمتين، لاجتماع ثلاث همزات: الأولى همزة الإستفهام، والثانية مفتوحة، والثالث ساكنة أبدلت الفا، وهى فاء الكلمة.

2. إذا اجتمعت الهمزتان فى كلمة واحدة، بأن تكون الهمزة الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة، فله تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء. مثل: ﴿أإنكم، أإن لنا، أإله مع الله﴾

وفى كلمة ﴿أئمة﴾ له وجهان: تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء، وإبدالها ياء خالصة. وذلك كما ذكره الشيخ حسن بن خلف الحسيني فى تحريرات الشاطبية:

وآئمة سهّل أو ابدل لنافع ** ومكّ وبصرى ففى النّشر عوّلا

3. وأما إذا اجتمعت الهمزتان فى كلمة واحدة، بأن تكون الهمزة الأولى مفتوحة، والثانية مضمومة، فله تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والواو.

باب الهمزتين فى كلمتين

الهمزتان في الكلمتين: أُولاهما في آخر الكلمة الأولى، وثانيتهما في أول كلمة تليها وهي ثمانية أنواع تنقسم إلى قسمين: متفقتان، ومختلفتان:

· أما المتفقتان فتنقسم إلى ثلاثة أقسام: وهى المفتوحتان، والمضمومتان، والمكسورتان.

إذا اجتمعت الهمزتان المفتوحتان فى كلمتين، فروى عنه تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة و الألف، أو إبدالها مدا مشبعا إن أتى بعده ساكن. مثل ﴿جآء أمرنا﴾ ومع القصر إن أتى بعد المد متحركٌ. مثل: ﴿جآء أحد، جآء أجلها﴾.

وله فى ﴿جاء آل﴾ تسهيل الهمزة الثانية مع ثلاثة البدل المغير بالتسهيل، وإبدالها مدا مع القصر والطول، ويمتنع التوسط مع وجه الإبدال.

الدليل كما ذكر العلامة المتولى فى نظمه:

وفى جاء آل اقصر ووسط ومد إن ** تسهل ودع توسيطا إن كنت مبدلا

وأما إذا اجتمعت الهمزتان المكسورتان فى كلمتين، فله:

1. تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء.

2. إبدالها حرف مدٍّ خالص مع الطول إن أتى بعدها ساكن. مثل: ﴿ومن ورآء إسحق يعقوب﴾.

3. إبدالها حرف مدٍّ خالص مع القصر إن أتى بعده متحرك أصلى. مثل: ﴿وهو الذى فى السماء إله﴾.

4. إبدالها حرف مدٍّ خالص مع الطول والقصر، إن عرض التحريك. مثل: ﴿من النسآء إن اتقيتن، للنبيئ إن أراد﴾ الأحزاب، اعتدادا بأصل سكون النون وعارض حركتها.

الدليل:

والأخرى كمد عند ورش وقنبل ** وقد قيل محض المدّ عنها تبدّلا

ومد إذا كان السكون بعيده ** وإن طرأ التحريك فاقصر وطولا

وفى ﴿هؤلآء إن كنتم - البقرة﴾ ثلاثة أوجه: وهى تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء، وإبدالها مدا مشبعا، وإبدالها ياء خالصة مكسورة.

وأما فى ﴿على البِغآءِ إِنْ أَرَدْنَ﴾ النور، فله أربعة أوجه: تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء، وإبدالها مدا مشبعا، وإبدالها ياء خالصة مكسورة، وإبدالها مدا مع القصر اعتدادا بعارض حركة النون بالنقل.

وأما إذا اجتمعت الهمزتان المضمومتان فى كلمتين، ولم يرد فى القرآن إلا فى الأحقاف ﴿أَولِيَاء أُوْلَئِكَ﴾ فله وجهان: تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء، وإبدالها مدا مع القصر فقط.

· وأما المختلفتان فخمسة أقسام فى القرآن الكريم.

1. إذا كانت الهمزة الأولى مفتوحة والثانية مضمومة: وذلك لم يقع فى القرآن إلا فى موضع واحد، وهو ﴿جَاءَ أُمَّة﴾ بالمؤمنون، فله تسهيل الهمزة الثانية ما بين الهمزة والواو.

2. إذا كانت الهمزة الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، فله تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء.

3. إذا كانت الهمزة الأولى مضمومة والثانية مفتوحة، فله إبدال الهمزة الثانية واوا خالصة.

4. إذا كانت الهمزة الأولى مكسورة والثانية مفتوحة، فله إبدال الهمزة الثانية ياء خالصة.

5. إذا كانت الهمزة الأولى مضمومة والثانية مكسورة، فله وجهان: تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء، وإبدال الهمزة الثانية واوا خالصة.

ملاحظة: محل التسهيل والإبدال فى كل ما ذكر إنما هو فى حالة الوصل.

باب مـد البــدل

المراد بمد البدل هو كل حرف المد –ألف، واو، ياء– وقع بعد الهمزة.

وله فى مد البدل ثلاثة أوجه: وهى القصر، والتوسط وهو المقدم، والإشباع. مثل: ﴿آمن، إيمان، أوتوا الكتاب﴾.

ويجوز في مد البدل كل حرف جاء بعد همز ثابت[1] مثل: (آمن، إيمانا، أوتوا) أو مغيّر. والمغيرات تنقسم إلى ثلاثة أقسام، وهى:

1. التسهيل، نحو: ﴿جآء آلهتنا﴾ تقرأ: جآء الهتنا.

2. والإبدال، نحو: ﴿السّماء آية﴾ تقرأ: السّماء ياية

3. والنقل، نحو: ﴿فمن أوتي﴾ تقرأ: فمنواوتي.

الدليل:

وما بعد همز ثابت أو مغير ** فقصر وقد يروى لورش مطولا

ووسطه قوم كآمن هؤلا ** ء آلهة أتى للإيمان مثـلا

ويستثنى من هذه القاعدة أمور، وهي:

كل لفظ ﴿يؤاخذ﴾ و ﴿إسرائيل﴾ حيث وردا، وكل ما كان قبل همزته حرف ساكن، مثل ﴿القرآن، مذؤوما﴾، وما كانت الهمزة المنونة تبدل ألفا عند الوقف، مثل ﴿دعآء وندآء﴾، وما وقع بعد همزة الوصل فى الابتداء، نحو ﴿اؤتمن، ولو ائتنا﴾. وكل ذلك ليس له إلا القصر فقط.

باب مـد اللــين

إذا وقعت الهمزة بعد الواو أو الياء الساكنتين المفتوح ما قبلهما في كلمة واحدةويسمى ذلك بمد اللين – فله وجهان: التوسط وهو المقدم، والإشباع، نحو ﴿شيء، سوءة، هيئة﴾.

الدليل:

وإن تسكن اليا بين فتـــح وهمزة ** بكِلمةٍ اْو واو فوجهان جُمّلا

بطول وقصر وصل ورش ووقفه ** وعند سكون الوقف وجهان أصلا

ويستثنى من هذه القاعدة كلمتان: ﴿موئلا، والموؤودة﴾. فإنه يقصر اللين فقط.

الدليل:

------------------ ** وعن كلٍّ الموؤودةُ اقْصُر وموئلا

إذا اجتمع مد اللين ومد البدل في كلمة واحدة كلفظ ﴿سَوْءاتِكُمْ﴾ –تثنية سوأة-، ففي مد اللين وجهان: القصر، والتوسط. وفي مد البدل ثلاثة أوجه: القصر، والتوسط، والإشباع.

والخلاصة من هذه الكلمة ﴿سَوْءاتِكُمْ﴾ أربعة أوجه، وهى:

1. قصر اللين مع قصر البدل

2. قصر اللين مع توسط البدل

3. قصر اللين مع مد البدل

4. توسط اللين مع توسط البدل

وإذا اجتمع مد البدل مع مد اللين في آية واحدة، فله أربعة أوجه، وهى:

1. قصر البدل مع توسط اللين

2. توسط البدل مع توسط اللين

3. إشباع البدل مع توسط اللين

4. وإشباع البدل مع إشباع اللين.

مثل: ﴿وَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ﴾

بـاب ذوات اليـاء

المراد بذوات الياء هي كل ألف انقلبت عن الياء أو رسمت بها. ولورش فيها وجهان: الفتح، والتقليل نحو ﴿هدى، وفتى، وموسى﴾ إلا فى تسع كلمات، وهى: ﴿أوكلاهما﴾ الإسراء، ﴿ما زكى، كمشكوة﴾ النور، وكل لفظ ﴿إلى، حتى، على، لدى، والربا، ومرضات﴾ فإنه لايقلّلها بحال.

وقلّل ورش وجها واحدا فى رؤس الآي فى عشر سور، وهى: طه، والنجم، والمعارج، والقيامة، والنازعات، وعبس، والأعلى، والليل، والضحى، والعلق، إلا الألفات المبدلة من التنوين، نحو: ﴿أمتا، همسا﴾.

ولهذا، إذا اجتمع مد البدل مع ذوات الياء، فله أربعة أوجه، وهى:

1. قصر البدل مع فتح ذوات الياء

2. توسط البدل مع تقليل ذوات الياء

3. مد البدل مع فتح ذوات الياء

4. مد البدل مع تقيليل ذوات الياء.

مثل: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِين﴾

الأوجه الممنوعة هى: تقليل ذوات الياء مع قصر مد البدل، وفتح ذوات الياء مع توسط مد البدل.

وإذا تقدمت ذوات الياء على البدل، فله أربعة أوجه أيضا، وهى:

1. فتح ذوات الياء مع قصر البدل

2. فتح ذوات الياء مع إشباع مد البدل

3. تقليل ذوات الياء مع توسط البدل

4. تقليل ذوات الياء مع إشباع البدل

مثل: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.

الدليل:

وقلّلْ ذوات الياء عند توسط ** لهمز وعند المد وجهان جمـّـلا

وفى بدل مع فتح ذى الياء فاقصرن ** ومد وإن قللت وسّطْ وطـوّلا

لدى وزكى حتى إلى وعلى الربا ** ومرْضات مشكات كحفص وأوكِلا

وقلل رؤوس الآي فى سورة الضحى ** مع الليل واقرأ والمعارج ثم لا

وسبح كذا فى النازعات وتحتها ** مع النجم طه غير ما "ها" به انقــلا

باب ذوات الــراء

قلل ورش كل ألف متطرفة بعد راء وجها واحدا، ويسمى ذلك بذوات الراء، نحو: (بشرى، أسارى، سكارى).

واختُلف عنه كلمةُ ﴿وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيْرًا﴾ في الأنفال، فله فيها الفتح والتقليل. وكذلك قلل كل ألف وقعت قبل راء متطرفة مكسورة، مثل ﴿أبصارهم، الدار، الكفار، من النار﴾.

واختُلف عنه تقليلُ وفتحُ كلمة ﴿الجار، وجبارين﴾.

وكذلك قلل ورش ألفا وقعت بين رائين –الأولى مفتوحة والثانية مجرورة- وجها واحدا، وقد وردت فى ثلاثة أسمآء: ﴿الأبرار﴾ المجرورة فى النساء والمطففين، ﴿قرار﴾ فى إبراهيم، المؤمنون، غافر، المرسلات، ﴿الأشرار﴾ فى ص.

وقلل ورش الراء من ﴿الر﴾ فى فواتح السور الست، والحاء من ﴿حم﴾ فى فواتح السور السبع، والهاء والياء من فاتحة سورة مريم.

ولا إمالة لورش إلا فى ﴿طه﴾ فقط.

وأيضا قلل كل كلمة ﴿الكفرين، كافرين﴾ سواءٌ كانت معرفة أو نكرة وجها واحدا، وكل ألف لفظ ﴿التوراة﴾.

وقلل الراء والهمزة من ﴿رأى﴾ إذا كان بعدها متحرك، مثل: ﴿رَأَىْ كَوْكَبًا﴾.

الدليل:

وفى ألفات بعد را قللنْ وقل ** أراكهمُ فيه اختلافٌ توصّـــلا

وما قبل راء ذات كسر تطرفت ** كأبصارهم والدار لابرار قـللا

ومع كافرين الكافرين بيائه ** وفى الجار جبارين وجهان بجّــلا

وحرفَي "رأى" قلّل قبل محرّك ** وما بعده التـسكين فى الوقف قللا

وتوراة مع را فى الفـواتح حاؤها ** وياكاف قلل ثم ها تحت ميّلا

باب النقـــل

روى عنه بنقل حركة الهمزة إلى ما قبلها بثلاثة شروط، وهى:

- أن يكون الحرف المنقول إليه حركة الهمزة ساكنا.

- أن يكون منفصلا، بأن يكون الساكن آخر الكلمة، والهمزة التي تليها فى أول الكلمة.

- أن يكون هذا الحرف الساكن صحيحا.

فإذا تحققت الشروط الثلاثة، فإنه ينقل حركة الهمزة الساكنة إلى ما قبلها، وتحذف الهمزة فيصير الحرف الساكن مضموما إن كانت حركة الهمزة ضمة، ويصير مفتوحا إن كانت حركة الهمزة فتحة، ويصير مكسورا إن كانت حركة الهمزة كسرة.

الدليل:

وحرك لورش كل ساكنِ أخرٍ ** صحيحٍ بشكل الهمز واحذفه مُسْهلا

وأما في قوله ﴿كِتَابِيَه () إِنّى﴾ الحاقة، فله وجهان: النقل وعدمه، وهو المقدم.

ولذلك، فإذا قرأت عدم النقل في قوله ﴿كِتَابِيَه () إِنّى﴾ فعليك أن تسكت على هاء ﴿مَالِيَه () هَلَكَ﴾، وأما إذا قرأت النقل فى قوله ﴿كِتَابِيَه () إِنّى﴾ فعليك أن تدغم الهاء في الهاء في قوله تعالى ﴿مَالِيَه () هَلَكَ﴾.

باب الهـمز المفرد الساكن

روى عنه بإبدال كل همزة ساكنة وقعت فاءً للفعل، مثل: ﴿يؤمن، المؤمن﴾ وإبدال الهمزة المفتوحة وقعت بعد الضمة، مثل ﴿مؤجلا، يؤاخذكم﴾

ويستثنى من ذلك كل كلمة مشتقة من لفظ (الإيواء)، و فى القرآن سبعة ألفاظ ﴿المأوى، مأواه، ومأواهم، ومأواكم، وفأووا، وتؤوى، وتؤويه﴾ وكل ذلك ليس له إلا تحقيق الهمزة.

الدليل:

إذا سكنت فاء من الفعل همزة ** فورش يُرِيها حرفَ مدٍّ مبدّلا

سوى جملة الإيواء والواو عنه إن ** تفتّح إثر الضم نحو مؤجلا

وروي عنه إبدال الهمزة في ثلاثة ألفاظ: وهى ﴿بئس، بئر، ذئب –وإن كان عينا للكلمة-﴾ وعنه أيضا إبدال الهمزة ياءً في لفظ ﴿لئلّا﴾ تقرأ ليلّا حيث وقع، وهوفى ثلاثة مواضع فى القرآن الكريم ﴿لِيَلّا يَكُوْنَ لِلنّاسِ عَلَيْكُمْ﴾ فى البقرة، ﴿لِيَلّا يَكُوْنَ لِلنَّاسِ عَلى اللهِ﴾ فى النساء، ﴿لِيلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ﴾ فى الحديد. و إبدال همزة ﴿النسيئ﴾ تقرأ النسيّ، فى التوبة؛ إدغام الياء الأولى فى الثانية فيصير النطق بياء مشددة مرفوعة

باب الــراءات

روى عنه ترقيق كل راء مفتوحة أو مضمومة إذا وقعت بعد كسر لازم متصل، أو بعد ياء ساكنة، نحو: ﴿شاكرا، الآمرون، خيرا، كثيرا﴾ إلا فى الاسم الأعجمى من ﴿إسرائيل، إبراهيم، عمران﴾ وكذا فى ﴿إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ فى الفجر، والراء المكررة، نحو: ﴿مدرارا، ضرارا، فرارا﴾. وأما فى ﴿بشرر﴾ المرسلات، فإنه رقق الراء الأولى مع ترقيق الراء الثانية مطلقا.

الدليل:

ورقق ورش كل راء وقبلها ** مسكنةً ياءٌ أو الكسر موْصـلا

ولم ير فصلا ساكنا بعد كسرة ** سوى حرف الاستعلا سوى الخا فكملا

ولا يؤثر في ترقيق الراء أن يفصل بينها وبين الكسر حرف ساكن إن لم يكن أحد الحروف الثلاثة –الصاد، والطاء، والقاف– مثل: ﴿السحر، والمحراب، وإخراج﴾.

فإن كان الفاصل –صادا وطاءً وقافا– فله تفخيم الراء فقط ﴿مصرا﴾ البقرة، ﴿إصْرَهم﴾ الأعراف، ﴿قِطْرا﴾ الكهف، ﴿وَقرا﴾ الذاريات.

وفي ست كلمات محصورة، وهى ﴿ذكرا، سترا، إمرا، وزرا، حجرا، صهرا﴾ وجهان: التفخيم والترقيق، والتفخيم مقدم.

وأما لفظ ﴿حيران﴾ الأنعام، فله وجهان: التفخيم والترقيق. والترقيق هو المقدم.

وإذا اجتمع مد البدل مع هذه الكلمات الستة المحصورة، فله خمسة أوجه، وهى:

1،2. قصر البدل مع تفخيم الراء أو ترقيقها

3. توسّط مد البدل مع تفخيم الراء

5,4. مـد البدل مع تفخيم الراء أو ترقيقها

وإذا اجتمع مد البدل مع ﴿حيران﴾ فله ستة أوجه، وهى:

1،2. قصر البدل مع تفخيم الراء أو ترقيقها

3،4. توسط مد البدل مع تفخيم الراء أو ترقيقها

5,4. مـد البدل مع تفخيم الراء أو ترقيقها

باب تغليـظ اللام

روى عنه تغليظ كل لام مفتوحة وقعت بعد الصاد والطاء والظاء، وذلك بثلاثة شروط، وهى:

الأول: أن تكون اللام مفتوحة، فإن كانت اللام مضمومة، نحو ﴿يصلون، لضلوا، تَطْلُعُ﴾ أو مكسورة، نحو ﴿يصلى عليكم، ولأصلبنكم﴾ أو ساكنة، نحو ﴿صلصال، ولقد وصّلْنا﴾ فإن ورشا يرقّقها حينئذ.

الثانى: أن يكون أحد هذه الحروف الثلاثة –صاد، طاء، ظاء– قبل اللام، فإن وقع أحد هذه الأحرف بعد اللام رققت، مثل: ﴿لسلّطهم، وليتلطف، واستغلظ﴾

الثالث: أن يكون أحد هذه الحروف مفتوحا أو ساكنا، فإن كان مضموما، نحو ﴿الظُّلَّةِ، في ظُلَلٍ﴾ أو مقصورا، نحو ﴿فُصّلتْ، عُطِّلَتْ﴾ وجب ترقيق اللام.

إذا فصل حرف الألف بين أحد الحروف الثلاثة واللام، وذلك في ثلاثة كلمات: وهي ﴿أفطال﴾ طه، ﴿حتى طال﴾ الأنبياء، ﴿فطال﴾ الحديد، ﴿فِصَالا﴾ البقرة، ﴿أن يُصْلِحَا، تقرأ: أن يصَّالَحَا﴾ النساء؛ فله وجهان: الترقيق والتغليظ.

أما إذا كانت اللام متطرفة ووقف عليها –وقد وقع ذلك في ستة ألفاظ، هي: ﴿أن يُوْصَل﴾ البقرة، الرعد ﴿فلما فَصَل﴾ البقرة ﴿وقد فَصّل﴾ الأنعام ﴿وَبَطَلَ﴾ الأعراف ﴿ظَلَّ﴾ النحل، الزخرف ﴿وفصْل الخطاب﴾ ص؛ فله وجهان أيضا: الترقيق والتفخيم.

إذا وقعت بعد اللام ألف يجوز فيها الفتح (تغليظ) والتقليل (ترقيق) وذلك في ألفاظ، منها: ﴿مُصلّى﴾ البقرة ﴿يَصلاها﴾ الإسراء، الليل ﴿ويَصْلى﴾ الإنشقاق، الأعلى ﴿تَصلى﴾ الغاشية ﴿سيصْلى﴾ المسد؛ فإن قرئ بفتح ذات الياء تعين التغليظ وهو المقدم أداءً، وإن قرئ بتقليل ذات الياء تعين الترقيق.

وأما كلمة (صلى) –فى ثلاثة مواضع، وهى: ﴿وَلا صَلّى﴾ القيامة ﴿فصَلّى﴾ الأعلى ﴿إذا صلّى﴾ العلق﴾– فله ترقيق اللام، لأنها رؤوس الآي.

الدليل:

وغلّظ ورش فتح لام لصادها ** أو الطاء أو للظاء قبلُ تنـــزّلا

إذا فتّحت أو سكّنت كصلاتهم ** ومطلع أيضا ثم ظل ويوصـلا

وفي طال خلف مع فصالا وعندما ** يسكّن وقفا والمفخّم فضّـلا

وحكم ذوات الياء منها كهذه ** وعند رؤوس الآي ترقيقها اعتلا

باب الإدغـام والإظـهار

أدغم ورش دال (قَدْ) فى الضاد والظاء المجتمعتين، نحو ﴿قَد ضَلُّوْا، وَلَقَد ظَلَمَكَ﴾.

وأدغم ورش أيضا تاء تأنيث فى الظاء، نحو (حُرِّمَت ظُهُوْرُهَا، كَانَت ظَالِمَةً)، وأدغم الذال فى التاء من كل ﴿اتَخَذتمْ، اتّخَذتموه، أَخَذتم﴾ وكذلك أدغم النون فى الواو من ﴿يس(*) والقرآن﴾ قولا واحدا، والنون فى الواو من ﴿ن(*) وَالْقَلَمِ﴾ بخلف عنه.

وأظهر ورش الثاء فى الذال من ﴿يَلْهَث ذَلِكَ﴾ الأعراف، وكذلك أظهر الباء فى الميم من ﴿ارْكَب مَعَنَا﴾ هود، ويلزم منه قلقلة الباء.

باب ياء المتـكلم

يجب فتح ياء المتكلم وصلا قبل همزة القطع، سواءٌ أتت مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، مثل: ﴿إنّى أعْلَم، إنّى أُرِيد، إنّى أُعِيْذُهَا بِكَ﴾.

ويستثنى من ذلك ثمانية عشر كلمة حيث يسكن فيها الياء، وهى:

﴿بِعَهْدِى أُوْفِ بِعَهْدِكُمْ، فَاذْكُرُوْنِى أَذْكُرْكُمْ﴾ البقرة، ﴿أنْظِرْنِى إِلى﴾ الأعراف، ﴿فأَنْظِرنى﴾ الحجر، ص، ﴿أرِنِى أَنْظُر﴾ الأعراف، ﴿ولا تَفْتِنِّى أَلَا﴾ التوبة، ﴿تَرْحَمْنِى أَكُنْ﴾ هود، ﴿يدعوننى إليه﴾ يوسف، ﴿آتُوْنِى أُفْرِغْ﴾ الكهف، ﴿يُصَدِّقُنِى إِنِّى﴾ القصص، ﴿فَاتَّبِعْنى أَهْدِكَ﴾ مريم، ﴿ذَرُوْنِى أَقْتُلْ، تَدْعُوْنَنِى إليه، ادْعُوْنى أَسْتجِبْ لكم﴾ غافر، ﴿ذُرّيَتِى إِنّى تُبْتُ﴾ الأحقاف، ﴿أخّرْتَنِى إِلى أَجَلٍ﴾ المنافقون.

قرأ ورش بفتح الياء وصلا قبل همزة الوصل فى المواضع الآتية، وهى:

﴿عهدِىْ الظالِمين﴾ البقرة، ﴿لنفْسى (*) اذْهَبْ، فى ذكْرِي (*) اذْهَبَا﴾ كلاهما فى طه، ﴿إن قومى اتخذوا﴾ الفرقان، ﴿مِن بعْدِى اْسمُه أحمدُ﴾ الصف.

روى عنه فتح الياء وصلا فى ﴿مَمَاتى لله﴾ الأنعام، ﴿وَإنْ لَم تؤمنوا لِى فاعتَزلُونِ﴾ الدخان، ﴿وَليُؤْمنوا بِى لَعَلّهمْ﴾ البقرة، بخلاف أربع كلمات، وهى:

لفظ ﴿لى﴾ حيث وقع ﴿مَا لِي لا أرى﴾ النمل، ﴿وَمَا كَان لي عليكمْ﴾ إبراهيم، ﴿مَا كان لى من علمٍ﴾ ص، و ﴿مَعِى﴾ حيث وقع، إلا فى الشعراء وهو (ونجّنِى وَمَنْ مَعِي مِنَ المُؤمِنِيْنَ﴾ فإنه فتحه، و ﴿بَيْتِيَ﴾ نوح.

واختلف عنه فى لفظ ﴿مَحْيَاى﴾ الأنعام، فله فيه الفتح والإسكان، وله أيضا فتحه وتقليله على كل منهما. ولذلك ففيه أربعة أوجه : وهى فتح الياء وعليه فتح وتقليل الألف قبلها، وإسكان الياء مع المد المشبع وعليه فتح وتقليل الألف أيضا.

وروى عنه إثبات الياء وصلا ووقفا، وذلك فى موضع واحد، وهو ﴿يَاعِبَادِ لاخَوْف) فِى الزخرف.

باب ياء الزائدة

روى عنه إثباتُ الياء وصلا، وحذفُها وقفا: وهى

﴿دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) البقرة، ﴿وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ) آل عمران، ﴿يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ، فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ﴾ هود، ﴿وَعِيْد﴾ إبراهيم، ق، ﴿دُعآء﴾ إبراهيم، ﴿لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى، فَهُوَ المُهْتَدِ﴾ الإسراء، ﴿فَهُوَ المُهْتَدِ، أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّى، أنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا، أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا، نَبْغِ فَارْتَدّا﴾ كلٌّ فى الكهف، ﴿ألَّا تَتَّبِعَنِ﴾ طه، ﴿وَالبَاد﴾ الحج، ﴿نَكِيْر﴾ الحج، سبأ، وفاطر، الملك، ﴿أَتُمِدُّوْنَنِِ بِمَالٍ﴾ النمل، ﴿يُكَذِّبُوْنِ﴾ القصص، ﴿كالجَوَابِ﴾ سبأ، ﴿يُنْقِذُوْنِ﴾ يس، ﴿لَتُرْدِيْنِ﴾ الصافات، ﴿التّلَاقِ، التَّنَادِ﴾ غافر، ﴿الجَوَارِ فِى البَحْر﴾ الشورى، (فَاعْتَزِلُوْنِ، تَرْجُمُوْنِ﴾ الدخان، ﴿المُنَادِ مِنْ مَكَانٍ﴾ ق،﴿إلى الدَّاعِ يَقُولُ، يَدْعُ الدَّاعِ، ونُذُرِ –الست-﴾ القمر، ﴿كيفَ نَذِيْرِ﴾ الملك، ﴿بِالوَادِ، يَسْرِ (*) هَل فِى ذَلِكَ، أَكْرَمَنِ، أَهَانَنِ﴾ الفجر.

وفتح الياء وصلا، وحذف الياء وقفا فى ﴿فَمَا آتَاني﴾ النمل.

كتبه الفقير الى رحمة الكافى

محمد فتح الرازي علوي نوافى



[1] . والمراد بالهمز الثابت هو الهمز المحقق الذى لم يطرأ عليه تغير.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar